كتب حسن علي طه
انا الرجل الخمسين الذي عايش تفكك وانحلال وطن .
ولكن للامانة وفي عتمة هذا العمر كان هناك بعض وميض ونفح من الجمال.
عام ٩٢ عاش لبنان وهم بناء الدولة وذلك بدفع من ما عرف باتفاق الطائف الذي جمد الحرب الاهلي.
والاصح والواقع ان اهل الطائف اوقفوا تمويل الحرب والبسوا ناسها وناسهم ياقات وعطروهم بالبرفان بعد ان عطرونا بالالام .
وهم حاضرون لتمويلها في اي لحظة.
يومها كانت اسرائيل مازالت تحتل جزء كبير من لبنان والذي عرف بالشريط الحدودي.
في ذروة قوة الحكم وماعرف حينها بالترويكا الحاكمة (الهراوي - بري - الحريري) .
كان هناك موظف برتبة قائد جيش عرفناه اميل لحود عندما اخذت الترويكا قرار ارسال الجيش الى الجنوب ( المحتل نصفه) .
بالشكل القرار سيدي بامتياز كما هو حال الشعارات السيادية اليوم حصرية السلاح والدولة والسيادة.
الموظف اميل لحود برتبة قائد جيش تمرد ورفض تنفيذ الامر.
تمرد وقدم استقالته لمعرفته ان هذا القرار "السيادي"فحواه ضرب الجيش بالمقاومة.
والمستفيد الوحيد العدو الاسرائيلي .
تمرد اميل لحود فخضعت الترويكا لتمرده .
١٩٩٨ وبفضل تمرد ٩٣ وصل لحود الى قصر بعبدا
(المرة الوحيدة التي شعرت فيها بفخر الانتماء لوطن رئيسه اميل لحود رمز القيم الشرف الوفاء الكرامة ...)
٢٠٠٠ وفي عهد لحود اندحرت اسرائيل من لبنان وتولت امريكا هندست هزيمتها بشخص وزيرة خارجيتها مادلين اولبرايت .
ومن منا ينسى اتصال اولبرايت وزيرة خارجية امريكا بالرئيس لحود. (مش يزيد وفرحان اسماء بلا وجوه ، ولا براك ولازم دايما نتذكر انو من اصل لبناني ، عاساس اللبنانية كلهم عندهم اصل ) .
الاتصال الذي استمر حتى الرابعة فجرا والتي رددت فيه اولبرايت مرارا للرئيس "انت عارف حالك ومنتبه مع مين عم تحكي".
الى ان قال لها الرئيس
"مسز اولبرايت صارت الساعة ٤ الفجر بدي نام "
اميل لحود الذي يعرف للشرف معنى استقبل ثلة من المقاومين في قصر بعبدا وكان قبلا استقبل قائدهم على باب القصر في خارقا فاضح واضح للبروتوكول .
اميل لحود مع كل محنة تمر بنا نتذكرك .
نتذكرك عندما نرى الجبال.
ونتذكرك عندما نرى الاقزام "الحسن يظهر عكسه الضدد "
اميل لحود عندما نتندر على الكرامة والشرف نتحسر على عهدك.
لكل دولة رجال ولكل دويلة اقزام اشباه رجال.
اميل لحود وفخامة اسمك تكفي.
والسلام